بدأت الحكومة السورية تنفيذ عمليات إجلاء في مدينة السويداء جنوب البلاد، بعد أيام من الاشتباكات العنيفة التي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص، وسط جهود لفرض وقف إطلاق النار واستعادة الخدمات العامة في المدينة.

ووصلت حافلات الإجلاء الحكومية إلى السويداء، في وقت أعلنت فيه السلطات السورية عن إطلاق عملية لإجلاء الجرحى والمدنيين المحاصرين جراء الاشتباكات، التي تفجرت على خلفية توترات "عرقية ومذهبية".

وأوضح قائد قوات الأمن الداخلي في سوريا اللواء أحمد دلّاتي أنه تم التوصل إلى اتفاق مع الأطراف المحلية يقضي بالإفراج عن العائلات البدوية التي كانت محتجزة أثناء المعارك، وضمان عودتها الآمنة إلى منازلها.

وشدد "دلّاتي" على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار لتهيئة بيئة آمنة تُتيح عودة مؤسسات الدولة إلى العمل.

من جهته، صرّح وزير الداخلية "أنس خطاب" بأن القوات الحكومية انتشرت في شمال وغرب السويداء، مضيفاً أن دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يمثل خطوة أولى نحو إنهاء حالة الفوضى المسلحة، كما أشار إلى أن الأيام المقبلة ستشهد عمليات لتبادل الأسرى واستعادة الحياة الطبيعية.

وأعلنت محافظة السويداء عن خطط لإعادة تشغيل المرافق العامة، في حين أفادت فرق الدفاع المدني بأنها تعمل مع منظمات الإغاثة لتلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين في مراكز الإيواء المؤقتة.

وزارة الخارجية السورية وصفت منع دخول قافلة مساعدات إنسانية إلى السويداء، والتي كانت مرافقة لثلاثة وزراء ومحافظ، بأنه "تطور خطير"، محذرة من أن عرقلة المساعدات التي تم تنسيقها مع منظمات دولية قد تؤدي إلى تداعيات أمنية جسيمة.

وكانت الاشتباكات قد اندلعت في 13 يوليو الجاري بين عشائر بدوية ومسلحين دروز، في أعقاب تصاعد التوتر في المنطقة. وتعرضت القوات الحكومية، خلال محاولتها بسط السيطرة على المدينة، لهجمات من قبل جماعات مسلحة غير نظامية، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من الجنود.

ورغم إعلان الحكومة السورية عن أربع اتفاقات لوقف إطلاق النار حتى الآن، إلا أن ثلاثة منها انهارت خلال وقت قصير. وتجددت الاشتباكات يوم الجمعة الماضي بعد اتهامات وجهت لمجموعة مرتبطة بشيخ  العقل الدرزي حكمت الهجري – المدعومة من الكيان الصهيوني – بتهجير قسري لعائلات بدوية وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

من جهة أخرى، استغل الكيان الصهيوني حالة الفوضى المتصاعدة لتكثيف هجماته العسكرية على سوريا، بزعم "حماية الدروز"، حيث شنت قوات الاحتلال يوم الأربعاء الماضي غارات جوية استهدفت مواقع في أربع محافظات سورية، بينها العاصمة دمشق، واستهدفت مناطق قريبة من وزارة الدفاع، هيئة الأركان، وقصر الرئاسة. (İLKHA)